عندهُ، فقال صلى
الله عليه وسلم: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلاَ تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا
رَأَيْتَ مِنَ الطِّيَرَةِ مَا تَكْرَهُ فَقُلْ: اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي
بِالْحَسَنَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ» ([1]).
*****
وكذلك من الأدعية: «اللهُمَّ
لاَ طِيَرَ إِلاَّ طِيَرُكَ وَلاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ رَبَّ غَيْرُكَ،
وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ» ([2])، هذا من الأدعية
الواردة في دفع الطيرة والتشاؤم، فهذه أمور يذهب بها الله الطيرة والتشاؤم من
قلبه.
ولهذا في الحديث: «إِنَّمَا
الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ، أَوْ رَدَّكَ» ([3])، هذه هي الطيرة
التي تنفعل معها، وتعمل بها، وهي الطيرة المذمومة.
الفأل هو حسن ظن
بالله جل وعلا، وهو طيب، وقد كان يعجبه الفأل صلى الله عليه وسلم، إذا سمع كلمة
طيبة، أو رأى إنسانًا طيبًا، فإنه يتفاءل خيرًا، وهذا محمود؛ لأنه حسن ظن بالله،
بخلاف الطيرة؛ فإنها سوء ظن بالله عز وجل، هذا هو الفرق بينهما.
قوله: «وَلاَ تَرُدُّ
مُسْلِمًا»؛ أي: لا ترد الطيرة مسلمًا، وإنما ترد المشرك والكافر، وأما
المسلم، فلا ترده الطيرة، وإنما يمضي في شأنه متوكلاً على الله عز وجل.
هذا الدعاء الذي تعالج به الطيرة، ويذهبها الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3919).