وإذا أُهديت إليه
صلى الله عليه وسلم هدية، كافأ بأكثر منها، وإن ردها، اعتذر إلى مهديها؛ كقوله
للصعب بين جثامة رضي الله عنه: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنَّا
حُرُمٌ» ([1]).
*****
فكان صلى الله عليه
وسلم يزيد في القضاء؛ من باب المكافأة، فهذا الذي أقرض الرسول صلى الله عليه وسلم
صنع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم معروفًا، والرسول صلى الله عليه وسلم رد عليه
القضاء، ودعا له؛ مما يدل على أن فاعل الخير وصاحب المعروف يدعى له.
والزيادة في القرض
إذا كانت مشروطة، فهذا ربا بالإجماع، وأما إذا لم يشترط، وإنما المقترض هو الذي
جاد بهذه الزيادة من عنده؛ من باب حسن القضاء، فإن هذا لا بأس به.
من كرمه صلى الله
عليه وسلم أنه يقبل الهدية، ويثيب عليها، أي: يرد بأكثر منها، وهذا من باب مكافأة
المعروف، قبول الهدية سنة.
والهدية على قسمين:
القسم الأول: هدية ثواب، وهي
التي يرجو صاحبها من المهدى إليه طمعًا، فهذه تسمى هدية الثواب.
القسم الثاني: هدية تبرع، وهي
التي لا يرجو صاحبها أن يعود عليه نفع مادي، وإنما يريد الأجر والصلة مع أخيه،
فهذه هدية تبرع.
وكان النبي صلى الله
عليه وسلم يهدي من النوع الأول؛ هدية الثواب.
المستحق هو قبول الهدية؛ جبرًا لخاطر المهدي، تطييبًا لنفسه، لكن إذا كان هناك مانع يمنع من قبولها، فإنه يعتذر إلى صاحبه؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1825)، ومسلم رقم (1193).