وأمر صلى الله
عليه وسلم أُمتهُ إذا سمعوا نهيق الحمار أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم،
وإذا سمعُوا صياح الديكة أن يسألوا الله من فضلِهِ ([1]).
*****
لأنه لو ردها عليه،
ولم يعتذر، لصار في نفس المهدي شيء من الحرج، فالرسول صلى الله عليه وسلم يطيب
خاطره، إذا كان هناك مانع من قبول الهدية، ويبين له السبب في ردها.
والرسول صلى الله
عليه وسلم لما أهدى إليه الصعب بن جثامة رضي الله عنه بعض لحم الصيد، وهو محرم صلى
الله عليه وسلم، رده إليه، وقال له: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ
أَنَّا حُرُمٌ».
فقوله: «أَنَّا
حُرُمٌ»؛ أي: محرمون.
قالوا: وإذا كان
الصيد قد صيد من أجل المحرم، فلا يقبله، فالصعب بن جثامة صاد هذا الصيد من أجل
الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو محرم، فرده، وقال: «إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ
عَلَيْكَ إِلاَّ أَنَّا حُرُمٌ».
قال تعالى: ﴿وَحُرِّمَ عَلَيۡكُمۡ
صَيۡدُ ٱلۡبَرِّ مَا دُمۡتُمۡ حُرُمٗاۗ﴾ [المائدة: 96].
لم يرده النبي صلى
الله عليه وسلم ويسكت، بل بين له السبب؛ تطييبًا لخاطره.
452 إذا سمعوا الصوت
المنكر، استعاذوا بالله من الشيطان، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ﴾ [لقمان: 19].
فإذا سمع نهيق
الحمار، استعاذ بالله من الشيطان الرجيم.
الديك يوقظ للصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3303)، ومسلم رقم (2729).