وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ
مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا، لاَ يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ
كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ» ([1])،
والترةُ: الحسرةُ.
*****
قوله: «تِرَةٌ»؛
أي: خسارة وحسرة، فيكون هذا المجلس خسارة عليه، ومضى وقت من عمره في هذا المجلس لم
يستفد شيئًا.
والله المستعان
المجالس الآن - ليس لكل الناس إن شاء الله - لكن غالب مجالس الناس الآن كلها لهو
ولعب وشرور ومعاصٍ، ونظر فيما لا يجوز النظر إليه من القنوات الإباحية، وسماع
الأغاني والمزامير، والنظر إلى النساء السافرات، وغير ذلك من المنكرات، فلا حول
ولا قوة إلا بالله!.
وربما يكون المجلس
مجلس سوء؛ يذكر فيه الإسلام والمسلمون بالسخرية؛ يستهزئون بالعلماء، يستهزئون
بالمسلمين، يستهزئون بالناس في مجلسهم، وهذا كثير الآن في المجالس، اللغط يجري
فيها، لذا ينبغي الحذر من هذا، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ
عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ
ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68].
كذلك ينبغي للمسلم إذا نام بالليل، واستيقظ في الليل أثناء النوم، يذكر الله عز وجل في وقت استيقاظه، ثم ينام، ولا يكون يتمرغ في فراشه مثل الدابة، ولا يذكر الله عز وجل، فإذا تعارّ من الليل، فإنه يذكر الله جل وعلا، وهو يريد النوم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4856)، والترمذي رقم (3380).