×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومنها: الإِْكْثَارُ مِنْ اَلْحَلِفِ ([1]).

*****

ولكن يقول: اللهم اغفر لي، لأن قول: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ» يدل على أمرين:

الأمر الأول: كأن الله عز وجل عاجز، ويقول: اغفر لي، لكن إن كان عليك مشقة، فلا تغفر لي، هذا هو معنى قوله: «إِنْ شِئْتَ»؛ أي: إن كان هناك عليك مشقة.

الأمر الثاني: أنه غير جاد في الطلب، عنده فتور، يقول: إن حصل، تغفر لي، أو ليس بلازم، وأنت بحاجة إلى المغفرة.

قال صلى الله عليه وسلم: «وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ»، ومثل هذا كل الدعاء لا تقل: إن شئت؛ كأن تقول: اللهم ارزقني إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت... إلى آخره. ادع الله جل وعلا بدون «إِنْ شِئْتَ».

قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ [القلم: 10].

فقوله: ﴿حَلَّافٖ؛ أي: كثير الحلف؛ لأن كثرة الحلف تدل على التهاون باليمين، والاستخفاف بالله عز وجل، وهذه صفة المنافقين: ﴿وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [المجادلة: 14]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ [القلم: 10- 11].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: أُشَيْمِطٌ زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللَّهَ لَهُ بِضَاعَةً فَلاَ يَبِيعُ إِلاَّ بِيَمِينِهِ وَلاَ يَشْتَرِي إِلاَّ بِيَمِينِهِ» ([2])،


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1607).

([2] أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (6111).