ومنها أن يقول:
صُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ، ومنها أن يقول: قُمْتُ اللَّيْلَ كُلَّهُ ([1]).
*****
كأن اعتدى عليها،
ورفعت القضية أمام القاضي، وأقامت عليه دعوى، أو أن وليها أقام دعوى عند القاضي،
فإن للقاضي أن يسأله: لماذا ضربتها؟
هذا من باب التزكية
من ناحية، ومن باب أنه لا يدري أصام رمضان كله، ربما حصل هناك نقص، فلا يقل: صُمتُ
رمضان كله. وإنما يرجو الله عز وجل أنه صامه، ولا يزكي نفسه.
كذلك لا يقل: «قُمْتُ
اللَّيْلَ كُلَّهُ».
أولاً: هذا فيه رياء.
ثانيًا: هذا فيه تزكية
النفس.
وينبغي للمسلم أن يخفي أعماله، ولا سيما قيام الليل، قال تعالى: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [السجدة: 16، 17]، لما أخفوا أعمالهم، أخفى الله عز وجل جزاءهم، ﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [السجدة: 17]، فيجب على المسلم أن يخفي عمله، فلا يتحدث عنه.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2415)، والنسائي رقم (2109).