×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومنها أن يقول: صُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ، ومنها أن يقول: قُمْتُ اللَّيْلَ كُلَّهُ ([1]).

*****

كأن اعتدى عليها، ورفعت القضية أمام القاضي، وأقامت عليه دعوى، أو أن وليها أقام دعوى عند القاضي، فإن للقاضي أن يسأله: لماذا ضربتها؟

هذا من باب التزكية من ناحية، ومن باب أنه لا يدري أصام رمضان كله، ربما حصل هناك نقص، فلا يقل: صُمتُ رمضان كله. وإنما يرجو الله عز وجل أنه صامه، ولا يزكي نفسه.

كذلك لا يقل: «قُمْتُ اللَّيْلَ كُلَّهُ».

أولاً: هذا فيه رياء.

ثانيًا: هذا فيه تزكية النفس.

وينبغي للمسلم أن يخفي أعماله، ولا سيما قيام الليل، قال تعالى: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ[السجدة: 16، 17]، لما أخفوا أعمالهم، أخفى الله عز وجل جزاءهم، ﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [السجدة: 17]، فيجب على المسلم أن يخفي عمله، فلا يتحدث عنه.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (2415)، والنسائي رقم (2109).