×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومن الألفاظ المكروهة: الإفصاح عن الأشياء التي ينبغي الكنايةُ عنها، وَأَنْ يُقَالَ: أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ.

ومنها: أن يقول الصائم: وحق الذي خاتمه على فمي،

*****

هناك أشياء لا تسمى بأسمائها استكراهًا لها؛ مثل: الوطء، يكنى عنه بالجماع، بالنكاح، فلا يصرح باللفظ المستكره مع امرأته، يأتي بالكناية: جماع، نكاح، وما أشبه ذلك.

وكذلك الغائط: أصله اسم للمكان ([1])، ثم صار يطلق على ما يخرج من الإنسان من باب المجاز؛ استكراهًا لذكره بلفظه، وما أشبه ذلك، فيأتي بالألفاظ التي تستر المكروه - وهذا يسمى بالكناية-، فلا يصرح بالأشياء المستكرهة، وإنما يكني عنها كناية.

ولكن يدعو أن الله يزيده من العمل الصالح، أما طول العمر بدون عمل صالح، هذا فيه مضرة، يقول: أطال الله عمرك على خير، وعلى عمل صالح، هذا لا بأس به.

أما قول: «أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ» فقط، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ[آل عمران: 178]،

فلا يقال: «أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ»، أو «أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ»، بدون إضافة «عَلَى خَيْرٍ» أو «عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ».

لأن الختم على الفم يكون للكفار يوم القيامة، في يوم القيامة يختم الله عز وجل على افواه الكفار، فتتكلم أعضاؤهم، قال تعالى:


الشرح

([1] الغائط في اللغة هو: المكان المنخفض من الأرض. انظر مادة (غوط) في: العين (4/ 435)، وتهذيب اللغة         (8/ 152)، والصحاح (3/ 1147)، ولسان العرب (7/ 364 -365).