على ما جاءت، كلام
الله عز وجل وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم على ما جاء، فلا يمكن أن الله يعمِّي
على الناس، ويتكلم بكلام على غير ظاهره، ويقول للناس: اصرفوه عن ظاهره. أو أن
الرسول يتكلم بكلام على غير ظاهره، ويقول للناس: لا تأخذوا بظاهر هذا الكلام،
وابحثوا له عن معنى آخر، هذا لا يمكن أن يحصل من الله، ولا من رسوله؛ لأن كلام
الله حق، وكلام الرسول حق على ظاهره وعلى مدلوله. وغرضهم من هذا هو نفي الأسماء
والصفات، فقد نفوها، وأولوها عن ظاهرها بهذه الحجة؛ حجة المجاز.
وقد سماه ابن القيم
رحمه الله الطاغوت؛ طاغوت المجاز، وأطال الكلام عليه في كتابه: «الصواعق
المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة»، ففيه كلام قوي، سماه كسر الطاغوت؛
لأنهم اتخذوه طاغوتًا، يحكم على كتاب الله، ولأن الطاغوت هو الحكم بغير ما أنزل
الله عز وجل، فمن حكم بغير ما أنزل الله عز وجل، فهو طاغوت، وهؤلاء حكموا المجاز،
فجعلوه طاغوتًا.
وشيخ الإسلام ابن تيمية - وهو الأصل - أنكر هذا، أنكر المجاز في اللغة العربية ([1])، فكيف بالقرآن والسنة؟! يقول: إنه ليس هناك مجاز في اللغة العربية، اللغة العربية على وضعها الأصلي، ولم يرد أن أحدًا من الصحابة قال بالمجاز، ولا قال به التابعون، ولا العلماء العرب الفصحاء، وإنما المجاز حدث على يد بعض علماء الأعاجم،
([1]) انظر: مجموع الفتاوى (7/ 88).