هناك البعض
يتساءلون: لماذا يقرر ما دام أنه باطل، لماذا يقرر في الكليات والمعاهد والمدارس؟
يقرر، ويتم تدريسه
من أجل العلم به، وتعلم الشبهات التي بني عليها، وأما مسألة أنه حق فلا. يجب على
الإنسان أن يعتقد أنه باطل، وليس حقًا، ولكن لا يمكن تصور أنه باطل إلا بعد دراسته
ومعرفته، فالحكم على شيء فرع عن تصوره.
والعلماء يدرسون
أقوال الكفار والمشركين وأقوال الملاحدة، يدرسونها ليس لاعتقادها، وإنما للرد
عليها، ومعرفة الأساس الذي بنيت عليه، وشبهات أهلها، يدرسون شبه الجهمية، وشبه
المعتزلة، وشبه من سار على نهجهم، يعرفون شبه القبوريين والصوفية، بل شبه الكفار
والمشركين يعرفونها، القرآن الكريم استعرض شبهات المشركين، ورد عليها وأبطلها،
فدراسة الشيء غير الاعتقاد والأخذ به؛ لذا ينبغي أن يفرق بين هذا وهذا.
المسألة الثانية أشد
من هذا، وهي: أنهم يقولون: إن علم المنطق وعلم الكلام قواعد يقينية، وأما أدلة
الكتاب والسنة، فهي ظنية، يسمونها: الأدلة السمعية، ويسمون باطلهم: الأدلة
العقلية، ويقولون: إن هذه لا تحتمل الباطل، عقلية يقينية هكذا يسمونها، وأما أدلة
القرآن والسنة، فظنية، تحتمل، ويلعبون بها، يجعلون أدلة العقل هي الأدلة اليقينية،
ويجعلون أدلة الوحي ظنية، نسأل الله العافية!
ويقولون: إذا تعارض العقل والنقل، فإنه يؤخذ بالعقل؛ لأنه قطعي،