ومنها: أن يسمي
أدلة القرآن والسنة مجازاتٍ، ولا سيما إذا أضاف إلى ذلك تسمية شبه المتكلمين قواطع
عقلية، فلا إله إلا الله، كم حصل بهاتين التسميتين من إفساد الدين والدنيا.
*****
وأما النقل، فإنه
ظني، فيؤخذ بأدلة العقل، وهذا من أبطل الباطل -والعياذ بالله-، وقد حصل بسبب هذا
ضرر كبير على الإسلام والمسلمين، لما انفتح باب المنطق وعلم الجدل وعلم الكلام في
عهد المأمون، وترجمت كتبه، وجُلِبَ إلى بلاد المسلمين، حصل ما حصل من الضلال، وما
زال العلماء وأهل الدين والإسلام يعانون من هذه العلوم العقلية.
نعم، العقل يؤخذ به
إذا لم يعارض النقل؛ لأن النقل هو الأصل، والعقل تابع، بينما يقولون: لا، العكس:
الأصل هو العقل، والنقل تابع، فإذا تعارض العقل بالنقل، نأخذ بالعقل، ونترك النقل؛
لأنه ظني، ولا يزالون يقولون بهذا القول، هذا باطل، بل أبطل الباطل، العقل الذي لا
يخالف الكتاب والسنة يؤخذ به، الله تعالى قال: ﴿لَّا يَعۡقِلُونَ﴾ [الحشر: 14]، وقال -أيضًا-: ﴿لَّا يَفۡقَهُونَ﴾ [الحشر: 13]، لا نلغي العقل، ولكن لا نجعله حاكمًا على
الكتاب والسنة، بل العقل تابع للكتاب والسنة، لذا ينبغي معرفة هاتين المسألتين.
499 هدموا الأحكام الشرعية، هدموا العقائد بهذا الكلام الباطل؛ أن أدلة علماء المنطق - علماء الجدل - مقدمة؛ لأنها قواعد يقينية عندهم، فهدموا كثيرًا من أحكام الشريعة - خصوصًا في العقيدة - بهذا المعول الباطل.