وليس عبده خليفة له،
لذلك جاء في دعاء السفر: «اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ،
وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَْهْلِ» ([1])؛ أي: تحفظهم
وترعاهم من بعدي؛ لأني غائب، ولا أعلم عنهم شيئًا، فالله عز وجل هو الخليفة،
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»
([2])؛ أي: أنه إذا ظهر
الدجال، فإن الله خليفتي على كل مسلم؛ أي: يحفظه من شر الدجال، فلا يقال: خليفة
الله؛ لأن الخليفة إنما هي للغائب.
وأما قوله تعالى في
سورة البقرة: ﴿وَإِذۡ
قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ﴾ [البقرة: 30]، فهذا معناه: أن العباد يخلف بعضهم بعضًا،
خليفة لمن قبله، آدم عليه السلام خليفة لمن قبله ممن كانوا يسكنون الأرض ([3])، لم يقل تعالى: إني
جاعل في الأرض خليفة لي. بل قال: ﴿خَلِيفَةٗۖ﴾ فقط، وأطلق؛ أي: خليفة لمن
قبله.
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأنعام: 165] ([4])، فالإنسان هو الذي يكون خليفة لمن سبقه، هذا معنى تخليف العبد؛ أي: أنه خليفة لغيره من الغائبين والميتين.