×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وليس عبده خليفة له، لذلك جاء في دعاء السفر: «اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَْهْلِ» ([1])؛ أي: تحفظهم وترعاهم من بعدي؛ لأني غائب، ولا أعلم عنهم شيئًا، فالله عز وجل هو الخليفة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» ([2])؛ أي: أنه إذا ظهر الدجال، فإن الله خليفتي على كل مسلم؛ أي: يحفظه من شر الدجال، فلا يقال: خليفة الله؛ لأن الخليفة إنما هي للغائب.

وأما قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ [البقرة: 30]، فهذا معناه: أن العباد يخلف بعضهم بعضًا، خليفة لمن قبله، آدم عليه السلام خليفة لمن قبله ممن كانوا يسكنون الأرض ([3])، لم يقل تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة لي. بل قال: ﴿خَلِيفَةٗۖ فقط، وأطلق؛ أي: خليفة لمن قبله.

وقال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَٰٓئِفَ ٱلۡأَرۡضِ [الأنعام: 165] ([4])، فالإنسان هو الذي يكون خليفة لمن سبقه، هذا معنى تخليف العبد؛ أي: أنه خليفة لغيره من الغائبين والميتين.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1342).

([2] أخرجه: مسلم رقم (2937).

([3] انظر: تفسير الطبري (1/ 477)، وزاد المسير (1/ 50)، والقرطبي (1/ 263) وابن كثير (1/ 216).

([4] انظر: تفسير الطبري (10/ 50)، وزاد المسير (2/ 99)، والقرطبي (7/ 158)، وابن كثير (3/ 384).