فإن الخليفة إنما
يكون عن غائب، والله -سبحانه - خليفة الغائب في أهله.
وليحذر كل الحذر
من طغيان «أنا»، و«لي»، و«عندي»؛
*****
الله سبحانه وتعالى
خليفة الغائب في أهله: «اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ،
وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَْهْلِ».
قوله: «أنا»؛
لأنها تدل على الاعتداد بالنفس، يقال: أنا أفعل كذا. فإذا كان هذا على وجه
الاعتداد، فهذا لا يجوز. وأول من قال هذا مغترًا بنفسه إبليس، ﴿قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ﴾ [الأعراف: 12]؛ أي:
من آدم عليه السلام.
وكذلك قالها فرعون،
قال سبحانه وتعالى: ﴿فَقَالَ
أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24]. أما أن تأتي بلفظ «أنا» على وجه
الاعتراف بالذنب؛ كقولك: أنا المذنب، أنا المخطئ، أنا المسيء، لا بأس بذلك؛ هذا
اعتراف بالذنب، وكذلك قول: أنا الفقير، أنا المحتاج.
قوله: وَ«لي»
الإنسان لا يقول: «هذا لي»، وإنما يقول: «هذا من الله»، إذا قاله
على وجه أن «لي» أي: أنا أستحقه، هذا لا يجوز، وأما إذا قالها «لي»
بمعنى: ملكي، هذا لا بأس به.
فقول: «لي»؛
أي: أني أستحقه على الله؛ كما يقول الإنسان، قال: «هذا لي»؛ أي: أنا محظوظ
به، وأنا أستحقه، لا يجوز هذا، لكن إذا قال: «هذا لي» من باب أنا أملكه،
فلا مانع من هذا.
قوله: وَ«عندي»؛ كما قال قارون لما ذكروه، وقالوا له: