×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن الخليفة إنما يكون عن غائب، والله -سبحانه - خليفة الغائب في أهله.

وليحذر كل الحذر من طغيان «أنا»، و«لي»، و«عندي»؛

*****

الله سبحانه وتعالى خليفة الغائب في أهله: «اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَْهْلِ».

قوله: «أنا»؛ لأنها تدل على الاعتداد بالنفس، يقال: أنا أفعل كذا. فإذا كان هذا على وجه الاعتداد، فهذا لا يجوز. وأول من قال هذا مغترًا بنفسه إبليس، ﴿قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ [الأعراف: 12]؛ أي: من آدم عليه السلام.

وكذلك قالها فرعون، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ [النازعات: 24]. أما أن تأتي بلفظ «أنا» على وجه الاعتراف بالذنب؛ كقولك: أنا المذنب، أنا المخطئ، أنا المسيء، لا بأس بذلك؛ هذا اعتراف بالذنب، وكذلك قول: أنا الفقير، أنا المحتاج.

قوله: وَ«لي» الإنسان لا يقول: «هذا لي»، وإنما يقول: «هذا من الله»، إذا قاله على وجه أن «لي» أي: أنا أستحقه، هذا لا يجوز، وأما إذا قالها «لي» بمعنى: ملكي، هذا لا بأس به.

فقول: «لي»؛ أي: أني أستحقه على الله؛ كما يقول الإنسان، قال: «هذا لي»؛ أي: أنا محظوظ به، وأنا أستحقه، لا يجوز هذا، لكن إذا قال: «هذا لي» من باب أنا أملكه، فلا مانع من هذا.

قوله: وَ«عندي»؛ كما قال قارون لما ذكروه، وقالوا له:


الشرح