وجعل بعضهم لبعض
فتنة؛ ليبلو أخبارهم، فأعطى عباده الأسماع والأبصار، والعقول والقوى، وأنزل عليهم
كتبه، وأرسل إليهم رسله، وأمدهم بملائكته،
*****
وقال سبحانه: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ﴾ [الأنعام: 112]،
حتى الأنبياء جعل الله عز وجل لهم أعداء من الإنس والجن، يقومون في وجوههم،
ويحذرون منهم ومن دعوتهم، فما بالك بغير الأنبياء؟!!
قوله: «ليبلو
أخبارهم»؛ أي يختبر ما يحصل منهم.
كل هذا من المدد،
فالله عز وجل لم يتخل عنك، وتركك بين الأعداء بدون أن يعطيك المدد والسلاح، فإن
أخفقت فلا تلومن إلا نفسك، أعطاك الله البصر، أعطاك السمع، أعطاك الصحة في البدن،
أعطاك الغذاء، أمدك بكل شيء، وأعظم ذلك: أعطاك الوحي المنزل، حجة، الحجة الدامغة
بين يديك ومعك.
القوى بجميع
أنواعها.
قوله: «وأنزل عليهم
كتبه»، هذا أعظم سلاح وأعظم مدد من الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ
إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا﴾ [الفرقان: 33]، قال
العلماء: «ما جاء أحد بشبهة إلا وفي القرآن ما يبطلها».
الملائكة معكم -أيضًا - تؤيدكم، والخصوم معهم الشياطين، وأنتم معكم ملائكة الرحمن.