×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

والأمر باتخاذه عدوًا تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته.

فهذه ثلاثة أعداءٍ، أُمر العبدُ بمحاربتها، وسلطت عليه؛ امتحانًا من الله، وأعطي العبد مددًا وقوةً، وبلي أحد الفريقين بالآخر،

*****

قال تعالى لأدم وحواء لما أوقعهما الشيطان في الأكل من الشجرة: ﴿وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ[الأعراف: 22]، فماذا كان جوابهما؟ ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الأعراف: 23]، تابا إلى الله عز وجل، واعترفا.

الله عز وجل قادر على أن ينصره، ويمنعه منها، لكن سلطها عليه للابتلاء والامتحان؛ ليظهر صبره وجهاده وجلده، قال تعالى: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٤ سَيَهۡدِيهِمۡ وَيُصۡلِحُ بَالَهُمۡ ٥ وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ ٦ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ [محمد: 4- 7].

الله عز وجل لم يتخل عن العبد، ولم يجعله بمفرده بين أعدائه، بل أعطاه مددًا وقوة، إن استعملها، نجح، وتغلب، وإن لم يستعمل ما أعطاه الله من القوة، هلك.

قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا [الفرقان: 20].


الشرح