×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

كما قال صلى الله عليه وسلم: «الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ» ([1])، كان جهادُها مقدمًا.

فهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما، وبينهما عدو ثالث، لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده، وهو واقف بينهما يثبط عن جهادهما، وهو الشيطان، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ [فاطر: 6]،

*****

وكل له نصيب من هذه المراتب، فمنهم من يستكملها؛ مثل: الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يأخذ بعضها، لكن كل واحد لا بد من أن يجاهد نفسه أولاً، جهاد النفس لا بد منه أولاً.

«الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ»، «الْمُجَاهِدُ» هذه كلمة عظيمة، «الْمُجَاهِدُ» هذا مدح، وقوله: «مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ» هذا فيه حصر -أيضًا- للجهاد في هذه الحالة.

وهو الشيطان.

جهاد الشيطان يكون بأن تعصيه فيما يأمرك به، وأن تخالفه فيما نهاك عنه، فما ينهاك الشيطان عنه، تفعله؛ لأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، وينهى عن الطاعة، فتخالفه في فعل ما نهاك عنه، وترك ما أمرك به، هذا هو جهاد الشيطان.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ [فاطر: 6]؛ أي: اتخذوه عدوًا، لا تتخذوه ناصحًا وبطانة، اتخذوه دائمًا عدوًا.


الشرح

([1] أخرجه: أحمد رقم (23965).