وكان له صلى الله
عليه وسلم من ذلك أكمله وأتمه.
ولما كان جهاد
أعداء الله في الخارج فرعًا على جهاد النفس؛
*****
أعداء، وعندهم سلاح، ذهب إليهم يكلمهم، ويدعوهم
إلى الله عز وجل، يتتبعهم في منى - في منازلهم - في الحج، يقرأ عليهم القرآن،
ويدعوهم إلى الله؛ خرج إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الله جل وعلا، فالرسول صلى الله
عليه وسلم لم يترك مجالاً لم يقف فيه للجهاد في سبيل الله، وعرض نفسه للأخطار في
سبيل الله عز وجل، وفي بعض المواقف يتكلمون عليه، وبعض المواقف يضربونه، وبعض
المواقف يرمونه الحجارة عليه، وبعض المواقف يلقون عليه سَلَى الجَزُورِ وهو ساجد،
ومع هذا كله صبر صلى الله عليه وسلم، احتسب الأجر من الله.
أول مراتب الجهاد
وأساسها: جهاد النفس. نفسك تنازعك؛ تريد الراحة، تريد الكسل، تريد الشهوات، فتحتاج
إلى جهاد، فإذا لم تجاهد نفسك، فلن تجاهد غيرها، لا الشيطان ولا غير الشيطان، ابدأ
بنفسك أولاً، جاهدها في الله عز وجل، تغلب عليها، خذ بزمامها؛ لئلا تأخذ هي
بزمامك، وتقودك إلى الهلاك، فالنفس هي أشد شيء، فإذا نجحت في جهاد نفسك، نجحت في
جهاد غيرها.
ثم بعد ذلك جهاد الشيطان من الخارج - النفس عدو من الداخل، والشيطان عدو من الخارج-، ثم جهاد العصاة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على أيديهم، ثم جهاد المنافقين، الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر، ثم جهاد الكفار آخر شيء، جهاد الكفار بالسلاح.