×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وأمرهم بما هو من أعظم العون لهم على حرب عدوهم، وأخبرهم أنهم إن امتثلوه، لم يزالوا منصورين، وأنه إن سلطه عليهم، فلِتركِهم بعض ما أمروا به، ثم لم يؤيسهم، بل أمرهم أن يداووا جراحهم، ويعودوا إلى مناهضة عدوهم بصبرهم. وأخبرهم أنه مع المتقين منهم، ومع المحسنين، ومع الصابرين، ومع المؤمنين،

*****

أي إن سُلط عليهم عدوهم، فالخلل منهم؛ لأنهم تركوا بعض ما أمرهم الله به، فلا يدخل عليك العدو إلا بنقص عندك.

لم يؤيسهم إن حصل منهم هزيمة، أو حصل عليهم نكبة بسبب ذنوبهم، بل أمرهم سبحانه وتعالى بالتوبة، والرجوع إليه، فيعود لهم عزهم وقوتهم ومددهم من الله سبحانه وتعالى.

لما حصلت النكبة على المسلمين في غزوة أحد، قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 139].

معية الله لخلقه على قسمين:

القسم الأول: هو معهم جميعًا - المؤمن والكافر - بالإحاطة، والاطلاع والعلم بما يصنعون، فهو معهم، لا يغيب عنهم سبحانه وتعالى.

القسم الثاني: وهو مع عباده المؤمنين بالنصر والتأييد والإعانة.

فالمعية على قسمين: إعانة إحاطة، وهذه لجميع الخلق، وإعانة نصر وتأييد، وهذه تكون للمؤمنين؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ [النحل: 128]، وقال تعالى: ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ [التوبة: 40]، وقال لموسى وهارون: ﴿لَا تَخَافَآۖ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ


الشرح