كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه، واستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله
حق جهاده بالقلب والجنان، والدعوة والبيان، والسيف والسنان، فكانت ساعاتُهُ موقوفة
على الجهاد،
*****
الرسول صلى الله
عليه وسلم في الذروة العليا من الجهاد بجميع أنواعه؛ لأن الجهاد أنواع، كل أنواع
الجهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في أعلاها؛ لما بذل صلى الله عليه وسلم في سبيل
الدعوة إلى الله، وتبليغ الرسالة، وما ناله من الأذى، وصبر حتى أظهر الله عز وجل
هذا الدين في المشارق والمغارب.
إذا تأملتم كيف
لرسول واحد أرسله الله جل وعلا إلى أهل الأرض، والكفر يغطي الأرض، ليل دامس، قام
صلى الله عليه وسلم وحده برسالة ربه، حتى بلَّغها، ودخل في دين الله من كتب الله
له السعادة على يده صلى الله عليه وسلم، فظهر دين الله على الأرض، واندحر الباطل
والشرك، سقطت الدول الكافرة، كسرى وقيصر سقطوا حتى ظهر هذا الدين على المشارق
والمغارب، هذا ثمرة جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته وتعليمه.
قوله: «واستولى على
أنواعه كلها» بلا شك صلى الله عليه وسلم، وهذا الشيء ظاهر إذا تأملته.
أي: جميع أنواع الجهاد:
بقلبه، وجنانه -يعني: قلبه-، وبلسانه وبيده وسيفه صلى الله عليه وسلم، حتى أظهر
الله هذا الدين.
أي: لا يمضي شيء من وقته بدون جهاد، وليس المراد هنا الجهاد بالسيف فقط، بل إن الجهاد المراد به أي نوع من الجهاد؛ التعليم جهاد، الفتوى جهاد، الدعوة إلى الله جهاد، الأمر بالمعروف