ولهذا كان أرفع
العالمين عند الله قدرًا.
وأمرهُ الله
تعالى بالجهاد من حين بعثه، فقال: ﴿فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ
وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا﴾ [الفرقان: 52]، فهذه سورة مكية أمره فيها بالجهاد بالبيان.
وكذلك جهاد
المنافقين إنما هو بالحجة،
*****
والنهي عن المنكر
جهاد، الصدقة جهاد، إلى غير ذلك، كل هذا لا تمضي دقيقة لا يحصل منه صلى الله عليه
وسلم جهاد في سبيل الله.
هو أفضل الخلق صلى
الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ
آدَمَ، وَلاَ فَخْرَ...» ([1]). الحديث، فهو أفضل
الخلق على الإطلاق صلى الله عليه وسلم.
ليس الجهاد بعد
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فقط، وإنما أمره عز وجل بالجهاد من حين
بعثه، لكن الجهاد يتنوع؛ فمنه جهاد أُمِرَ به في مكة من حين بعثه الله، ومنه جهاد
أُمِرَ به في المدينة، وهو الجهاد بالسلاح.
قوله تعالى: ﴿فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ
وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا﴾ [الفرقان: 52]؛ أي: بالقرآن، فالقرآن يجاهد به، القرآن
سلاح، بل أعظم السلاح القرآن؛ فهو الذي يبطل شبهات المشركين وحجج المبطلين، فهو
أعظم سلاح بيد المؤمن.
جهاد المنافقين، أمره الله تعالى بذلك في قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ﴾ [التوبة: 73]، والمنافق: هو الذي يظهر الإسلام، ويبطن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2278).