ويتحمل ذلك كله
لله.
*****
قال تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 1- 3]، هذه المرتبة
الأولى، هذا العلم، والإيمان لا يكون إلا عن علم،﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، ولا يمكن الإيمان بدون
علم.
المرتبة الثانية: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾.
المرتبة الثالثة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾؛ الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله.
المرتبة الرابعة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾؛ الصبر على ما
يناله الإنسان من جراء الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولذلك تجدون الشيخ
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في أول «ثلاث الأصول» يقول: اعلم أن الله
أوجب علينا أربع مسائل أن نعلمهن ونعمل بهن: الأولى: العلم، الثانية: العمل، الثالثة:
الدعوة إليه، الرابعة: الصبر على الأذى فيه، ثم أتى بسورة العصر.
أي أن ما يناله في
سبيل الدعوة إلى الله يتحمله؛ فلا يغضب، ولا ينتصر لنفسه ممن يسيء إليه، بل يصبر.
قال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ﴾؛ هذه واحدة، ﴿وَعَمِلَ صَٰلِحٗا﴾؛ هذه الثانية، ﴿وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾؛ لما كان من يدعو إلى الله عز وجل يناله ما يناله، قال تعالى: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ﴾؛ أي: إذا جاءتك سيئة، قابلها بالحسنة، ﴿ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ﴾، التي هي أحسن، ما هي؟ الحسنة. ﴿فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ﴾؛ أي: إذا أحسنت، وهو قد أساء إليك،