×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإذا استكمل هذه الأربع، صار من الربانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يكون ربانيًّا حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويعلمه.

المرتبة الثانيةُ: جهاد الشيطان،

*****

فبدلاً من معاداته لك يصير صديقًا، لكن أين هذا؟ قال تعالى: ﴿وَمَا يُلَقَّىٰهَآ هذه هي مرتبة الصبر، ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ [فصلت: 33- 35]، دفع الحسنة بالسيئة لا يلقاها إلا الذين صبروا.

العالم الرباني هو: من عَلِمَ، وعمل، وعَلَّمَ، ودعا، فمن تجمعت فيه هذه المراتب الأربع، فهو العالم الرباني؛ العلم، والعمل، والدعوة - أي: التعليم-، والصبر.

حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويعلمه للناس، ولا يكتم العلم والناس بحاجة إليه.

إذا فرغت من نفسك، فعندك عدو آخر، وهو الشيطان، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ [فاطر: 6]، اتخذه عدوًا، لا تقبل منه شيئًا؛ فإذا أمرك بشيء، فاعصه، وإذا نهاك عن شيء، فافعله؛ لأنه يأمر بالفحشاء، ويأمر بالمعاصي، فاعصه.

فجهاد الشيطان هو بفعل ما نهى عنه، وترك ما أمر به؛ لأنه يأمرك بترك الصلاة، بترك العبادات، وينهاك عن الطاعة، فافعل الطاعات.


الشرح