×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وهو مرتبتان: إحداهُما: جهادُهُ على دفع ما يلقي من الشبهات.

الثانيةُ: على دفع ما يلقي إليه من الشهوات. فالأول يكون بعدة اليقين، والثاني: يكون بعدة الصبر.

قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة: 24].

*****

والثاني: بالشهوات؛ يلقي عليك شبهات في عقيدتك ودينك، ويلقي عليك شهوات في سلوكك وأخلاقك؛ من المحرمات، من المآكل والمشارب والمناكح، فهو يدعوك إلى الشهوات، فاعصه في ذلك كله.

الشهوات تصبر عنها، وتحبس نفسك عنها، وأما العبادة، فباليقين، فالذي يعينك على العبادة وتحمل العبادة هو اليقين.

فأنت عندما تجزم بالثمرة والعاقبة للعبادة، تهون عليك، فإذا تذكرت العاقبة والراحة التي تعقبها، تهون عليك العبادة، فتسهل عليك.

قوله: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ؛ أي: من بني إسرائيل.

وقوله: ﴿أَئِمَّةٗ؛ أي: قدوة وقادة.

وقوله: ﴿يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ؛ فمن جمع بين الصبر واليقين، نال الإمامة في الدين، ﴿أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا ما السبب في ذلك؟ ﴿لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين»، وذكر هذه الآية ([1]).


الشرح

([1] انظر: مجموع الفتاوى (3/ 358).