فابتلي بما يؤلمه،
ومن لم يطعهم عوقب في الدنيا والآخرة، فلا بد من حصول الألم لكل نفسٍ، لكن المؤمن
يحصل له الألم ابتداءً، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة،
*****
يَفۡتَرُونَ ١١٢ وَلِتَصۡغَىٰٓ
إِلَيۡهِ أَفِۡٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ
وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ﴾ [الأنعام: 112،
113]، هذه حكمة الله جل وعلا.
لذا يجب عدم
الاستغراب من الذي يحصل للمسلمين الآن في أقطار الأرض من الكفار والمنافقين؛ من
الأذى والتهجم والاحتقار والوعيد والتهديد، لا تتعجبوا، هذه هي سنة الله جل وعلا،
وكلما تأخر الزمان، تزداد الفتنة، وتشتد غربة الإسلام، فلا تتعجبوا من هذا.
لا يمكن أبدًا أن
يترك أعداء الرسل أتباع الرسل، لا يمكن هذا ابدًا، هم على شرهم، يتربصون الدوائر،
فلا تثق بهم، وإن قالوا لك: نحن أصدقاء، ونحن كذا في الإنسانية، أبدًا لا تثق بهم؛
هم على شرهم.
وقوله: «فابتلي بما
يؤلمه» في نفسه وفي جسده.
من لم يطع الرسل،
عوقب في الدنيا وفي الآخرة، قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ﴾ [العنكبوت: 4].
المؤمن والكافر لا بد من أن يحصل لهما الأذى والألم في هذه الدنيا؛ لأن الدنيا دار نكد، فلا بد أن يحصل على الجميع، لكن المؤمن ألمه مؤقت، ثم تكون عاقبته خيرًا، وأما الكافر، فبالعكس؛ ألمه يدوم في الدنيا والآخرة، وقد ينعم في الدنيا مؤقتًا، ويستدرج، لكن عاقبته الشر.