×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

والمعرض تحصل له اللذة ابتداءً، ثم يصير إلى الألم الدائم.

وسئل الشافعي رحمه الله أيما أفضل للرجل، أن يمكّن أو يُبتلى؟ فقال: «لا يمكّن حتى يُبتلى» ([1])، والله تعالى ابتلى أولي العزم من الرسل،

*****

المؤمن وإن ضاقت عليه الدنيا، وإن أصابه ما أصابه، فإن عاقبته إلى خير، والكافر وإن نعم في الدنيا، وأعطي وأعطي، فإن عاقبته إلى شر ونار وعقوبة، فَيُنظر الفرق بين هذا وهذا.

قد تحصل له اللذة، ليس هذا بلازم، قد تحصل له اللذة استدراجًا، وقد لا تحصل له اللذة -والعياذ بالله-، فيحرم الدنيا والآخرة.

سئل الإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل: الرجل يُمَكَّنَ من الأول، ويحصل له ما يريد، يحصل له الملك والرئاسة، أو يبتلى؟

فقال رحمه الله: «لا يمكن حتى يبتلى»؛ أي: لا بد من أن يمر عليه الابتلاء.

الله سبحانه وتعالى ابتلى أولي العزم من الرسل، أفضل الرسل هم أولو العزم، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -عليهم الصلاة والسلام-، وهذا مذكور في سورة الأحزاب، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا[الأحزاب: 7]، فهؤلاء هم أولو العزم.


الشرح

([1] انظر: المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 193)، وجامع المسائل لابن تيمية (1/ 254).