وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ
يَوۡمٗا ثَقِيلٗا﴾ [الإنسان: 27].
وهذا
يحصل لكل أحدٍ، فإن الإنسان لا بد له أن يعيش مع الناس، ولهم إرادات يطلبون منه
موافقتهم عليها،
*****
إن هؤلاء الناس
يحبون العاجلة، ويذرون وراءهم يومًا ثقيلاً: ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ
لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا ١٨ وَمَنۡ
أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ
كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا﴾ [الإسراء: 18، 19].
انظر! الله سبحانه
وتعالى لم يترك شيئًا، إلا بينه للناس؛ ليكونوا على بصيرة.
الإنسان - كما يقولون
- اجتماعي بالطبع، يقولون: الإنسان مدني بالطبع، لا يمكن أن يعيش بمفرده، لا بد من
أن يجتمع مع الناس، وإذا اجتمع مع الناس لا بد له من أن يخضع لما هم عليه، يملون
عليه ما هم عليه، وهذا ابتلاء: هل يخضع للناس ويستسلم لهم، أم أنه يتخذ طريق
النجاة لنفسه ويصير؟
إذا عاش معهم، لا بد أن يوافقهم ويسير على نهجهم، ولا بد أن يملوا عليه رغباتهم، ولذلك شرعت الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام؛ فرارًا بدينه؛ لأنه لو عاش مع الكفار، لتأثر بالكفار، وصارت عليه أفعالهم وأنظمتهم، فيهاجر.