×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن لم يفعل آذوه، وإن وافقهم، حصل له الأذى والعذاب، تارةً منهم وتارةً من غيرهم، كمن عنده دين وتقى حل بين قومٍ ظلمةٍ لا يتمكنون من ظلمهم إلا بموافقته لهم، أو سكوته عنهم، فإن فعل، سلم من شرهم في الابتداء، ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف ما كان يخافه ابتداء لو أنكر عليهم، وإن سلم منهم فلا بد أن يهان على يد غيرهم. فالحزم كل الحزم الأخذ بما قالته عائشة رضي الله عنها لمعاوية: «مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ لَمْ يُغْنُوا عَنْهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ([1]).

*****

إن لم يوافقهم ويخضع لهم ويستسلم، آذوه بالفعل والقول، وضايقوه.

إن وافقهم - فتلك مشكلة-، سيقع عليه العذاب، وإن خالفهم -أيضًا-، يحصل عليه عذاب منهم، أيهما يقدم؟ ينبغي عليه أن يصبر على العذاب المؤقت؛ خوفًا من العذاب الدائم.

هم يتسلطون عليه، وإن وافقهم، وجاء على رغباتهم، لن يسلم من شرهم دائمًا، يزيد شرهم عليه بخلاف ما لو أنه أنكر عليهم، وصبر على دينه، فإنه سييأسون منه، ويتركونه؛ لأنهم علموا صلابته وصدقه وقوته وثباته، فلن يطمعوا فيه.

كتب معاوية رضي الله عنه إلى أم المؤمنين عائشة يطلب منها النصيحة، لما ولي الأمر، وصار خليفة المؤمنين، كتب إلى عائشة يطلب منها النصيحة،


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (2414).