×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومن وقاه الله شر نفسه، امتنع من الموافقة على المحرم، وصبر على عداوتهم، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة؛ كما كانت لمن ابتلي من العلماء وغيرهم.

*****

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ» ([1])، ينبغي أن يتخذ من هذا الحديث منهجًا للسير عليه، فلا يطيع المخلوقين: لا الرؤساء، ولا الملوك، ولا أي أحد، لا يطيعهم في معصية الله عز وجل، ولو آذوه، يصبر؛ ستكون العاقبة له.

أنتم تدرسون سيرة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وماذا حصل عليه في عهد المأمون والذين جاؤوا من بعده؟ ثلاثة خلفاء تعاقبوا عليه، يريدون منه أن يقول بخلق القرآن الكريم، ولكنه أبى، فضربوه، وسجنوه، وأهانوه، ولكنه صبر على ذلك، وأبى، وكل ما قاله: إن القرآن منزل، وليس مخلوقًا، جيئوا لي بدليل من كتاب الله أو من سنة رسوله. فيعيدون عليه الضرب، ثم هو رحمه الله يعيد كلامه، إلى أن فتح الله له في النهاية على يد المتوكل، فناصره، وأيده، وأذل أعداءه.

«في الدنيا والآخرة»: في الدنيا قد يحصل له العاقبة في الدنيا؛ كما حصلت للإمام أحمد رحمه الله أو غيره، وقد لا يحصل في الدنيا على شيء، ولكن له الآخرة.

«كما كانت لمن ابتلي من العلماء وغيرهم»؛ كالإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وشيخ الإسلام محمد بن


الشرح

([1] أخرجه: أحمد رقم (1095)، والطبراني في «الكبير» رقم (367).