ولما
كان الألم لا مخلص منه البتة، عزى الله -سبحانه - من اختار الألم المنقطع بقوله:
﴿مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [العنكبوت:
5]، فضرب -سبحانه - لهذا الألم المنقطع أجلاً، وهو يوم لقائه،
*****
عبد الوهاب، وغيرهم
من العلماء، الذين صبروا على أذى الناس وعلى تهديداتهم، حتى نصرهم الله عز وجل،
وكانت العاقبة لهم، وصار الذل على أعدائهم.
أي: لا بد للإنسان
أن يبتلى ويتألم؛ فلا أحد يسلم.
قوله: ﴿مَن كَانَ يَرۡجُواْ
لِقَآءَ ٱللَّهِ﴾ في الآخرة.
﴿فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ﴾ كل آت فهو قريب.
﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾؛ أي: من صبر على
الأذى، وتمسك بدينه، يرجو لقاء الله، يرجو أن ينجو إذا لقي الله، فإن لقاء الله ـ
سبحانه وتعالى - قريب؛ لأن كل ما هو آت، فهو قريب؛ فلا تخضع لآذاهم وتهديداتهم،
واصبر؛ لأن لقاء الله قريب، وستنتصر بإذن الله.
هذا المنقطع له أجل، وليس بدائم، أجله متى؟ يوم لقاء الله سبحانه وتعالى، وليس المراد بلقاء الله في الآخرة فقط، فلقاء الله في الدنيا؛ فإذا مات الإنسان، لقي ربه، فهذا أجل الله سبحانه وتعالى، سواء أجل الأفراد، أو أجل الكل، وهو القيامة، وهذا آت لا بد منه: ﴿فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: 5]، وفي الحديث: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6507)، ومسلم رقم (2683).