×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فيلتذ العبد أعظم لذةٍ بما تحمل من الألم لأجلهِ.

وأكد هذا العزاء برجاء اللقاء؛ ليحمل العبد اشتياقه إلى ربه على تحمل الألم العاجل، بل ربما غيبهُ الشوق عن شهود الألم والإحساس به.

ولهذا سأل صلى الله عليه وسلم ربه الشوق إلى لقائه، وشوقهُ -سبحانه - من أعظم النعم، ولكن لهذه النعمة أقوال وأعمال، هما السبب الذي تنال به،

*****

إذا تذكر الإنسان أن الأجل قريب، وأن النصر والعاقبة قريبان، يتسلى بهذا ويصبر.

ربما إذا قوي إيمانه، يتلذذ بالأذى؛ لأنه يعلم أن عاقبته حميدة، فيتلذذ بالأذى، ويصبر عليه؛ يصبر على الضرب، يصبر على السجن؛ لأنه في ذات الله عز وجل.

نعم، في الحديث المشهور: «وَأَسْأَلُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ» ([1]).

لا تنال الجنة، ولا ينال لقاء الله، إلا بأسباب يعملها العبد في الدنيا: الطاعات، ترك المحرمات، الصبر على طاعة الله، وعن محارم الله، وعلى أقدار الله، لا بد من ثمن: ﴿وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا؛ لا يكفي إرادة الآخرة؛ إذ لا بد من السعي، ﴿وَهُوَ مُؤۡمِنٞ [الإسراء: 19]، وكذلك لا بد من الإيمان.


الشرح

([1] أخرجه: النسائي رقم (1305).