والله -سبحانه -
سميع لتلك الأقوال، عليم بتلك الأعمال، عليم بمن يصلح لهذه النعمة. كما قال تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ﴾ [الأنعام: 53].
*****
قال تعالى: ﴿فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: 5]؛
السميع للأقوال، والعليم بالأفعال.
لأنه في سورة
الأنعام ذكر الله -سبحانه - أن المشركين يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن
يبعد الفقراء من المسلمين، وقالوا: هؤلاء فقراء، ونحن لا نجلس معهم، فإذا كنت تريدنا
أن نأتي لنجلس معك، فاطردهم.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا
عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥٢ وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا
بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ
بَيۡنِنَآۗ﴾ [الأنعام: 52، 53]؛ أي: يقولون: أيهدي الله بلالاً
وعمارًا، وفقراء المسلمين، ويهدي هؤلاء الضعفاء والعبيد، ويمن عليهم؟! نحن أولى
بهذه النعمة، لماذا اختص الله هؤلاء الضعفاء؟!
قال تعالى: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ
بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ﴾، الله اختارهم؛ لأنه يعلم أنهم يشكرون نعمته، وأما
أولئك، فإنهم يكفرون النعمة، ويطغون، ويتكبرون.
قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ ٥٣ وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بَِٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [الأنعام: 53، 54].