فإذا فاتت العبد
نعمة، فليقرأ على نفسه: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ
بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [الأنعام: 53].
ثم عزاهم -تعالى
- بعزاءٍ آخر، وهو أن جهادهم فيه إنما هو لأنفسهم، وأنه غني عن العالمين، فمصلحة
هذا الجهاد ترجع إليهم، لا له سبحانه، ثم أخبر -سبحانه - أنه يدخلهم بجهادهم
وإيمانهم في زمرة الصالحين.
ثم أخبر عن حال
الداخل في الإيمان بلا بصيرةٍ، وأنه يجعل فتنة الناس - أي: أذاهم له، ونيلهم إياه
بالألم، الذي لا بد منه - كعذاب الله، الذي فر منه المؤمنون بالإيمان،
*****
قال تعالى: ﴿وَمَن جَٰهَدَ فَإِنَّمَا
يُجَٰهِدُ لِنَفۡسِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [العنكبوت: 6]،
فالطاعة والعبادة والجهاد في سبيل الله هذا راجع إلى العبد، وأما الله عز وجل،
فإنه غني عنه، فالإنسان يعمل لنفسه، فإذا ذكر الإنسان أن هذه المشاق، وهذه
المتاعب، وهذا الصبر أنه له عند الله، هان عليه ما يلقاه.
الله غني عنهم، وعن
عبادتهم، وعن جهادهم، وإنما العمل للإنسان؛ خيرًا كان أو شرًّا.
لا بد من الألم، ولا بد من الأذى، لكن هناك ألم وعذاب من الله، وهناك ألم وعذاب من الناس، فالذي يخاف الله يتقي عذاب الله، ويصبر على أذى الناس، والذي لا يخاف الله يتقي عذاب الناس،