×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإذا جاء نصر الله لجنده، قال: إني معكم. والله أعلم بما انطوى عليه صدره من النفاق.

والمقصود: أن الحكمة اقتضت أنه -سبحانه - لا بد أن يمتحن

*****

 ولا يتقي عذاب الله، فيكون كالذي فر من الرمضاء إلى النار -والعياذ بالله-، إذا أصابته فتنة، جعل عذاب الناس كعذاب الله، فتوقى عذاب الناس، ولم يتوق عذاب الله عز وجل، فلا بد من أحد العذابين؛ إما هذا وإما هذا؛ فإما أن تتوقى عذاب الله، وتصبر على عذاب الناس، وإما أن تتوقى عذاب الناس، وتصبر على عذاب الله، وليس للعبد صبر على عذاب الله.

هذه هي طريقة المنافقين؛ إذا حصل للكفار نصر وغلبة، قالوا: نحن معكم، وإنما نحن نستهزئ بالمسلمين، فأشركونا فيما حصلتم عليه من الغنيمة. وإذا حصل للمسلمين النصر والغنيمة والظفر، قالوا: إنا معكم. فهم - كما يقال - يلعبون على الحبلين؛ مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، هذه هي طريقة المنافقين.

660 هذه هي النتيجة؛ أن الامتحان والابتلاء لا بد واقع على الناس، ولو قالوا: آمنا. ولو صاروا من الصالحين، لا بد من الابتلاء والامتحان، هذه هي حكمة الله جل وعلا، فلا أحد يسلم من الابتلاء والامتحان في هذه الدنيا، والنتيجة ذكرها الآن.


الشرح