×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

النفوس، فيظهر طيبها من خبيثها؛ إذ النفس في الأصل جاهلة ظالمة، وقد حصل لها بذلك من الخبث ما يحتاج خروجُهُ إلى التصفية، فإن خرج في هذه الدار، وإلا ففي كير جهنم،

*****

النفوس كلها: المؤمنة والكافرة.

طيب النفوس من خبيثها، هذه نتيجة الفتنة والامتحان، وتعرفون أن الامتحان له نتائج، وتعلن، الذي ينجح ويرسب، كذلك الله جل وعلا يمتحن عباده، ثم تظهر النتيجة.

إن خرج في هذه الدار وعوقب المؤمن، هذا من صالحه، وإن لم يعاقب في الدنيا، فإنه يعاقب بالنار في يوم القيامة؛ فإن العصاة من الموحدين يعذبون يوم القيامة، ويدخلون النار؛ من أجل أن يهذبوا وينقوا مما وقعوا فيه في الدنيا من المعاصي والمخالفات؛ لأنه لا يدخل الجنة إلا طيب، الجنة طيبة، ولا يدخلها إلا طيب: ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ [الزمر: 73].

وقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [النحل: 32]، فالجنة طيبة، لا يدخلها إلا طيب، فالمؤمن إذا كان فيه خبث - معاص-، لا يدخل الجنة حتى يطهر، وينقى في النار، ثم بعد ذلك يدخل الجنة.

جهنم كالكير، الكير ينقي الحديد، كذلك النار تنقي عصاة المؤمنين.


الشرح