×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن الناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين:

إما أن يقول أحدُهُم: آمنا، وإما أن لا، بل يستمر على السيئات،

*****

 حينما قدر المقادير يعلم، لكن يريد أن يظهر ذلك؛ حتى يعلم صدقهم من كذبهم، فهذا علم ظهور، وأيضًا الناس يعلمون، ويميزون عدوهم من صديقهم.

ثم ذكر -سبحانه - أن من لم يقل: آمنا، وعاند؛ لأن الناس على فريقين:

منهم من يقول: ﴿ءَامَنَّا [العنكبوت: 2] صادقًا أو كاذبًا، ومنهم من يأبى أن يقول: ﴿ءَامَنَّا [العنكبوت: 2]، وهذا الفريق الثاني ذكر الله جزاءهم، فقال: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ[العنكبوت: 4]؛ يفوتون على الله عز وجل. لا، ﴿سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [العنكبوت: 4]، لا يفوتون على الله؛ فهم في قبضته، فمتى ما أرادهم، هم في قبضته، فلا يفوتون الله عز وجل.

إما أن يقول: «آمنا» - سواء كان صادقًا أو كاذبًا، وإما أن يأبى الإيمان، والذي يأبى الإيمان هذا لن يفوت الله عز وجل، فالله محيط به، وهو في قبضته، وأما الذي يقول: «آمنَّا»، فإن الله يمتحنه؛ ليظهر الصادق من الكاذب.

أي: يستمر على كفره، وعلى السيئات وعلى المعاصي، ولا ينتهي.


الشرح