وأما أصحابه، فمن
كانت له عشيرة تحميه، امتنع بهم، وسائرهم تصدوا له بالأذى، ومنهم: عمار، وأمه،
وأهل بيته،
*****
لما دخلت الدعوة في هذا الطور، تسلط المشركون؛ حماية
لآلهتهم، لما قالوا -كما جاء في قوله تعالى-: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ
عُجَابٞ ٥ وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ
ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ﴾ [ص: 5، 6]، إلى آخر
هذه الآيات.
فمن كان من المؤمنين
له عشيرة تمنعه، منعته، ومن لم يكن له عشيرة، تسلطوا عليه بالأذى؛ كما قال قوم
شعيب: ﴿وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ
لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزٖ﴾ [هود: 91]، فالقبيلة ينفع الله بها، والقرابة ينفع الله
بها؛ لما جعل فيها من الحمية والتناصر فيما بينهم.
تصدوا للمستضعفين
بالعذاب الشديد، فكانوا يجرون بلالاً رضي الله عنه في بطحاء مكة بالرمضاء الشديدة،
ويضعون الحجر على صدره؛ يريدون منه أن يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأبى،
ويقول: أَحَدٌ أَحَدٌ. إلى أن اشتراه أبو بكر وأعتقه.
عمار بن ياسر رضي الله عنه: قتلوا أباه ياسر رضي الله عنه، وقتلوا أمه رضي الله عنها، وعذبوه، فكان بيت آل ياسر هو أول بيت عذب في الإسلام، وأمه كانت أول شهيدة في الإسلام.