×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان أول من هاجر إليها عثمان، ومعه زوجته رُقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا اثني عشر رجلاً وأربع نسوةٍ، فخرجوا متسللين سرًا، فوفق الله لهم ساعة وصولهم إلى الساحل سفينتين، فحملوهم، وكان مخرجهم في رجب من السنة الخامسة من المبعث.

وخرجت قريش في آثارهم، حتى جاءوا ساحل البحر، فلم يدركوهم،

*****

الهجرة إلى الحبشة كانت مرتين: الهجرة الأولى، والهجرة الثانية، وكان المسلمون في الهجرة الأولى أقل عددًا من عددهم في الهجرة الثانية، وكل هذا فرارًا بالدين، وارتكابًا لأخف الضررين، ودفع أعلاهما.

هذا أول فوج.

لم يخرجوا جهاراً، وإنما خرجوا متسللين خفية؛ من أن تلاحقهم قريش، و -أيضًا- كانوا في هجرتهم إلى المدينة يتسللون خفية، ولا يخفى عليكم ما حصل لرسول الله عليه وسلم لما أراد الهجرة.

وأما الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإنه أعلن هجرته، وجاء إلى منتداهم، ووقف عليهم، وقال: «من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، ويرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي» ([1])، فذهب، ولم يلحقه أحد رضي الله عنه.

فاتوا عليهم، وإلا فهم لا يمكنونهم من الذهاب.


الشرح

([1] انظر: أسد الغابة (4/137)، ومختصر تاريخ دمشق (18/278)، وتاريخ الخلفاء (1/94).