×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم بلغهم أن قريشًا قد كفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعوا، فلما كانوا دون مكة بساعةٍ، بلغهم أنهم أشد ما كانوا عداوةً، فدخل من دخل منهم بجوارٍ.

وفي تلك المرة دخل ابن مسعود رضي الله عنه، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في الصلاة، فلم يرد عليه ([1])

*****

بلغهم وهم بأرض الحبشة أن قريشًا قد خف أذاهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين، فعادوا إلى مكة؛ بناءً على هذه الشائعة، فلما قربوا من مكة، بلغهم أن قريشًا أشد مما كانت عليه في الماضي، فعادوا إلى الحبشة مرة ثانية.

قوله: «فدخل من دخل منهم بجوار»؛ أي: أن بعضهم دخل إلى مكة، ولم يرجع للحبشة، واستجار بمن يحميه، وبعضهم ممن لم يجد من يجيره، رجع مرة ثانية إلى الحبشة.

هذا محل إشكال، مسألة تحريم الكلام في الصلاة: هل حصل في مكة قبل الهجرة، أم أنه حصل في المدينة؟

هذا يدل على أن تحريم الكلام في الصلاة حصل في مكة؛ بدليل ما روي من قصة ابن مسعود أنه جاء من الحبشة، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فلم يكلمه.

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الكلام في الصلاة وهو في المدينة، فما الجواب في هذا الإشكال؟


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1216)، ومسلم رقم (538).