×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

والثاني: أن زيدًا من صغار الصحابة، وكان هو وجماعة يتكلمون في الصلاة على عادتهم، ولم يبلغهم النهي، فلما بلغهم، انتهوا.

ثم اشتد البلاء من قريش على من قدم من الحبشة وغيرهم، وسطت بهم عشائرهم، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى أرض الحبشة مرةً ثانية، فكان خروجهم الثاني أشق عليهم، ولقوا من قريشٍ أذى شديدًا.

وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره لهم، فكان عدة من خرج في هذه المرة ثلاثة وثمانين رجلاً، إن كان عمار بن ياسر رضي الله عنهما فيهم، ومن النساء تسع عشرة امرأة.

قلت: قد ذكر في هذه الثانية عثمان بن عفان، وجماعة ممن شهدوا بدرًا، فإما أن يكون وهمًا، وإما أن تكون لهم قدمة أخرى قبل بدرٍ، فيكون لهم ثلاث قدماتٍ.

ولهذا قال ابن سعد وغيره: إنهم لما سمعوا مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلاً، ومن النساء ثمان،

*****

قوله: «وصعب عليهم»؛ أي: على قريش؛ صعب على قريش ما بلغهم من حسن وفادة النجاشي للمهاجرين إليه.

في هذه المرة كان المهاجرون أكثر.

الذين ذهبوا إلى الحبشة في المرة الثانية -وفيهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه - إنما جاءوا في غزوة خيبر، بعد صلح الحديبية،


الشرح