×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفي جامع الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «رَآهُ فِي الْمَنَامِ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ» ([1]).

ودخل الناس في دين الله واحدًا بعد واحدٍ، وقريش لا تنكر ذلك،

*****

 كبيرًا، وعده أن يناصره، إذا أراد قومه أن يخرجوه من مكة، فآمن به، فأول من آمن به من أهل الكتاب هو ورقة بن نوفل.

هذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم له بأنه مسلم، وأنه رآه في المنام، ورؤيا الأنبياء حق، وحي من الله، رآه في هيئة حسنة؛ لأنه مات على الإسلام.

وهذه هي ثمرة العلم؛ فورقة بن نوفل لما كان عالمًا بالتوراة والإنجيل، أفاده ذلك أن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومات على الإسلام، وصارت له هيئة حسنة.

آمنوا أفرادًا على خفية.

في أول الدعوة كان الناس يدخلون في دين الله أفرادًا، وقريش لا تنكر عليهم دخولهم في الدين؛ لأنهم لا يسبون آلهة المشركين، ولا يتعرضون لهم، ولكن هذه الطريقة لا ينتشر بها الدين، ولا ينتصر الدين بهذه الطريقة، ولكن يلجأ إليها عند الضعف، وأما إذا كان بالمسلمين قوة، فلا يجوز لهم أن يلجؤوا إلى هذه الطريقة.


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (2288).