×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وأما قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ [النجم: 8]، فهذا غير الدنو والتدلي في قصة الإسراء، فالذي في القرآن جبريل؛ كما قالت عائشة وابن مسعودٍ، والسياق يدل عليه، فإنه قال: ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ [النجم: 5] إلى آخره.

فأما الدنو والتدلي الذي في الحديث،

*****

في قوله سبحانه وتعالى في سورة النجم: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨ فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ [النجم: 8، 9]. هذا جبريل عليه السلام، دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوحى إليه بأمر الله.

وفي قوله تعالى: ﴿فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ [النجم: 10]؛ أي: عبد الله، فالضمير عائد إلى الله عز وجل، وأما الوحي، فهو إلى جبريل؛ لأن جبريل عليه السلام هو الذي ينزل بالوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، هو الواسطة.

وأما الذي في الحديث عن قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ المراد به الله جل وعلا، لكن هذا في المنام، هذا رؤية منام لا رؤية بصر.

قوله: ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ [النجم: 5]؛ أي: جبريل عليه السلام.

وقوله: ﴿ذُو مِرَّةٖ؛ أي: جبريل، و ﴿مِرَّةٖ يعني: قوة.

في الحديث، لاحظوا هذا، هناك دنو وتدلٍ في الحديث، وهناك دنو وتدلٍ في القرآن، فالدنو والتدلي الذي في القرآن هو لجبريل عليه السلام، وأما الدنو والتدلي الذي في الحديث هو لله سبحانه، ولكنه رؤيا منام، وليس رؤية بصر.


الشرح