فهو صريح أنه دنو
الرب وتدليه.
فلما أصبح صلى
الله عليه وسلم في قومه أخبرهم،
*****
هناك من العلماء من
يقول: إن هذا من أغلاط شريك بن عبد الله بن أبي نمر راوي حديث الإسراء؛ فإنه قد
أصابه شيء من التخليط، وأن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ﴾ [النجم: 8] المراد به الله
عز وجل، يقولون: إن هذا غلط، من أغلاط شريك.
لكن جواب شيخ
الإسلام ابن تيمية أوضح من هذا، ليس بينهما تنافٍ؛ فهذا رؤيا منام، وهذا في
اليقظة، فالذي في اليقظة لجبريل، والذي في المنام هو لله سبحانه وتعالى، فلا تنافي
بينهما، والرواية في البخاري، ولا حاجة إلى تغليط شريك.
لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليلة المعراج، أصبح في مكة، وأخبرهم بما حصل في تلك الليلة من الإسراء والمعراج، اشتد تكذيبهم الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يسخرون منه، ويستهزئون به، حتى قالوا لأبي بكر رضي الله عنه: أرأيت ماذا قال صاحبك؟ قال: «وَمَاذَا قَالَ؟» قالوا: إنه يقول: إنه أسري به إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء، ثم عاد وأصبح في مكة، ونحن نضرب أكباد الإبل إلى الشام كذا وكذا من الأشهر، فقال أبو بكر رضي الله عنه: «إِنْ كَانَ قَالَ هَذَا، فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَهُوَ صَادِقٌ»، فَقَالُوا: كَيْفَ ؟! قَالَ: «أُصَدِّقُهُ فِي خَبَرِ السَّمَاءِ، وَلاَ أُصَدِّقُهُ فِي هَذَا ؟!» ([1])، عند ذلك اندحروا، وبقي أهل الإيمان،
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (4458).