فإن رؤيا
الأنبياء حق ولا بد، ولم يقل: إنه رآه في يقظته، لكن مرةً قال: رآه، ومرة قال:
رَآهُ بِفُؤَادِهِ. وحُكيت عنه رواية من تصرف بعض أصحابه: أنه رآه بعيني رأسه،
وهذه نصوص أحمد موجودة، ليس فيها ذلك.
وأما قول ابن
عباس: «إِنَّهُ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ»، فإن كان استناده إلى قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ﴾
[النجم: 11]، ثم قال: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً
أُخۡرَىٰ﴾ [النجم: 13]. والظاهر أنه مستنده.
فصح عنه صلى الله
عليه وسلم أن هذا المرئي جبريل، رآه في صورته مرتين، وقول ابن عباس هذا هو مستند
أحمد في قوله: «رَآهُ بِفُؤَادِهِ» ([1]).
*****
رؤيا الأنبياء حق،
وهي نوع من الوحي، وأما غير الأنبياء، فإنها قد تكون حقًا، وقد تكون أضغاث أحلام.
الإمام أحمد لم يقل:
إنه رآه في يقظته، وإنا قال: «إِنَّهُ رَآهُ»؛ أي: رآه في النوم.
هذه الرواية لم تثبت
عن الإمام أحمد، وإنما هي من تصرف الأصحاب.
رآه في صورته الملكية مرتين ([2]).
([1]) انظر: منهاج السنة النبوية (5/386).