×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن رؤيا الأنبياء حق ولا بد، ولم يقل: إنه رآه في يقظته، لكن مرةً قال: رآه، ومرة قال: رَآهُ بِفُؤَادِهِ. وحُكيت عنه رواية من تصرف بعض أصحابه: أنه رآه بعيني رأسه، وهذه نصوص أحمد موجودة، ليس فيها ذلك.

وأما قول ابن عباس: «إِنَّهُ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ»، فإن كان استناده إلى قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ [النجم: 11]، ثم قال: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ [النجم: 13]. والظاهر أنه مستنده.

فصح عنه صلى الله عليه وسلم أن هذا المرئي جبريل، رآه في صورته مرتين، وقول ابن عباس هذا هو مستند أحمد في قوله: «رَآهُ بِفُؤَادِهِ» ([1]).

*****

رؤيا الأنبياء حق، وهي نوع من الوحي، وأما غير الأنبياء، فإنها قد تكون حقًا، وقد تكون أضغاث أحلام.

الإمام أحمد لم يقل: إنه رآه في يقظته، وإنا قال: «إِنَّهُ رَآهُ»؛ أي: رآه في النوم.

هذه الرواية لم تثبت عن الإمام أحمد، وإنما هي من تصرف الأصحاب.

رآه في صورته الملكية مرتين ([2]).


الشرح

([1] انظر: منهاج السنة النبوية (5/386).

([2] أخرجه: البخاري رقم (4855)، ومسلم رقم (177).