×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فجلاهُ الله له، حتى عاينه، فطفق يخبرهم عنه، ولا يستطيعون أن يردوا عليه ([1]).

وأخبرهم صلى الله عليه وسلم عن عيرهم في مسراه وفي رجوعه، وعن وقت قدومها، والبعير الذي يقدمها، فكان الأمر كما قال ([2])، فلم يزدهم ذلك إلا ثبورًا.

ونقل ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما أنهما قالا: «إِنَّ الإِْسْرَاءَ بِرُوحِهِ».

*****

لأنه صلى الله عليه وسلم يصفه كما يعرفونه.

أخبرهم صلى الله عليه وسلم زيادة على ذلك عن عيرهم: أين مكانها؟ ومتى تصل إلى مكة؟ زيادة في الخبر، ومع هذا لم يزدهم ذلك إلا إنكارًا واستكبارًا وعتوًا، وهكذا من لا يريد الحق، لو تناطحت أمامه الجبال، لا يسلم، ويقول: حتى أقتنع.

فالواجب على المسلم في الأمور الغيبية ألا يحكم فيها عقله، المدار على صحة الخبر؛ فإذا صح الخبر في الأمور الغيبية ومعجزات الرسل، فإنه يسلم لها، ولا يحكم عقله في ذلك؛ لأن عقلك ضعيف، لا يتعدى رأسك أو قدميك، عقلك مثلك ضعيف، لا يستوعب الأمور الغيبية.

من باب التأكيد لهم، وإقامة الحجة عليهم.

أهل السنة والجماعة -السلف الصالح- أثبتوا الإسراء


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (4710)، ومسلم رقم (170).

([2] أخرجه: أحمد رقم (3546).