×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن ما يراه النائم قد يكون أمثالاً مضروبةً للمعلوم في الصور المحسوسة،

*****

وترجع إليه، ولها اتصال به دائما.

أولاً: فالروح تتصل بالبدن في رحم الأم في بطن أمه؛ إذا بلغ أربعة أشهر، نفخت فيه الروح، وصار حيًّا، يتحرك، ويتغذى وهو في بطن أمه، وهذا اتصال خاص للجنين.

ثانيًا: تتصل الروح بالبدن بعد ولادته في الحياة الدنيا، يعيش بها مدة عمره.

ثالثًا: تفارق الروح عن البدن في النوم، ولكن تتصل به، لذلك يستيقظ الإنسان، ويسمع وهو نائم، فهو انفصال، لكنه ليس بالانفصال التام.

رابعًا: تتصل الروح بالبدن في القبر - إذا وضع في قبره - اتصالاً برزخيًا، ويحيا بها حياة برزخية، لا يعلمها إلا الله عز وجل.

خامسًا: تتصل به بعد البعث اتصالاً دائمًا، لا تفارقه أبدًا؛ إما في الجنة أو في النار، فهذا اتصال دائم، ولا انفصال بعده.

  هذه اتصالات الروح بالبدن؛ كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح ([1]).

الرؤيا أمثال يضربها ملك الرؤيا للنائم، فيراها كأنه متيقظ، يعرف ما يعرض له، ويحفظه، حتى إذا استيقظ، فإنه يقول: رأيت كذا وكذا. هذه هي الرؤيا الصحيحة.


الشرح

([1] انظر: الروح لابن القيم (ص: 43).