×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فيرى كأنه قد عرج به إلى السماء، أو ذهب به إلى مكة، وروحه لم تصعد ولم تذهب، وإنما ملك الرؤيا ضرب له المثال.

والذين قالوا: «عُرِجَ بِرُوحِهِ» لم يريدوا أنه كان منامًا،

*****

وأما أضغاث الأحلام ورؤيا الشيطان، فهذه لا تسمى رؤيا حقيقية، وإنما الرؤيا التي تكون على يد ملك الرؤيا؛ مثلما حصل ليوسف عليه السلام، وما حصل للملك في سورة يوسف، مثلما يحصل لكل الناس، الرؤيا تحصل، ومنها مبشرات، ومنها نذر، ينذر بها الإنسان.

يرى في النوم كأنه عرج به إلى السماء، ورأى أشياء في منامه.

وهو نائم. كثيرًا ما تحج وأنت نائم، أو تعتمر وأنت نائم، أليس كذلك؟!

روحه لم تفارق جسده فراقًا تامًا، ولا انفصلت عنه.

الرؤيا حق؛ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ» ([1]).

الذين قالوا - عائشة ومعاوية رضي الله عنهما - لم يريدوا أنه عرج بروحه وكان منامًا، وإنما هذا كان يقظة.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1158)، ومسلم رقم (1165).