×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وإنما أرادوا أن الروح عرج بها حقيقةً، وباشرت منه جنس ما تباشر بعد المُفارقة.

لكن لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام خرق العوائد، حتى يُشق بطنه وهو حي لا يتألم، عُرج بذات رُوحه حقيقةً من غير إماتٍة، ومن سواه لا تنال روحه ذلك إلا بعد الموت،

*****

هذا من المعجزات التي جرت للرسول صلى الله عليه وسلم، شق صدره على يد الملكين، وطهر، ونقي وغسل، ثم أعيد كما كان، كان صلى الله عليه وسلم يلعب مع الأطفال، فجاءه اثنان، فأضجعاه، وشقا صدره، واستخرجا قلبه، ونظفاه، وغسلاه، ثم رداه وأعاداه كما كان، فقام وانطلق مع رفقته ([1])، هذه معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس هناك أطباء، ولا أجهزة، ولا عمليات، هذه معجزة من معجزات الرسل.

فإذا كان قد شق صدره شقًّا حقيقيًّا، وأخرج قلبه، وغسل، ونظف، وطهر، ثم أعيد، وقام سويًّا، فإن الإسراء والمعراج من هذا الجنس، خارق للعادة، معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم.

من سوى الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعرج روحه إلى السماء إلا بعد الموت؛ روح المؤمن يُصعد بها إلى السماء، ويُستأذن لها في السماوات، وتدخل سماء سماء إلى أن تصل إلى الله عز وجل، ثم يأمر الله جل وعلا بإرجاعها إلى الأرض كما جاء هذا في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل ([2]).


الشرح

([1] أخرجه: الدارمي رقم (13)، وأحمد رقم (17648).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (4753)، وأحمد رقم (18534).