×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن الأنبياء إنما استقرت أرواحهم في الرفيق الأعلى بعد موتهم، ومع هذا فلها إشراف على البدن؛ بحيث يرد السلام على من سلم عليه ([1])

*****

وأما روح الكافر، فيصعد بها، ولكن لا تفتح لها أبواب السماء، فتطرح إلى الأرض طرحًا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ [الأعراف: 40]، إذا وصلت أرواحهم إلى السماء، فإنها تطرح إلى الأرض -والعياذ بالله-، ولا يؤذن لها، ويذهب بها إلى سجين تحت الأرض السابعة.

الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - قبضت أرواحهم بالموت، وفارقت أبدانهم، أبدانهم في القبور لا تأكلها الأرض، وأما أرواحهم، فصعد بها إلى السماوات، وصاروا في السماوات؛ كما مر بنا: آدم في السماء الدنيا، عيسى ويحيى في السماء الثانية،... إلى موسى في السماء السادسة، وإبراهيم الخليل في السماء السابعة؛ أي: أرواحهم، وأما أبدانهم، فهي في القبور منعمة، ولا تأكلها الأرض.

ومع هذا هي في السماء، وهي تتصل بأبدانهم في القبر، ولهذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسراه موسى عليه السلام يصلي في قبره، فهذا اتصال.

كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه أحد من قريب أو من بعيد، فإن الله يرد عليه روحه؛ حتى يرد السلام على المسلم.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (349)، ومسلم رقم (163).