×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وبهذا التعلق رأى موسى يصلي في قبره ([1])، ورآه في السماء، ومعلوم أنه لم يعرج به من قبره، ثم رد إليه، بل ذلك مقام روحه واستقرارها، وقبره مقام بدنه واستقراره إلى معاد الأرواح إلى أجسادها.

ومن كثف إدراكه عن هذا، فلينظر إلى الشمس في علو محلها،

*****

الرسول صلى الله عليه وسلم في مسراه ومعراجه، رأى موسى عليه السلام في مسراه يصلي عند الكثيب الأحمر، ولما عُرج به صلى الله عليه وسلم، رآه في السماء السادسة، فهذا من عجائب الروح.

من المعلوم أنه لم يعرج بموسى عليه السلام من قبره، وإنما عُرِجَ بروحه، ثم ردت إليه في قبره، وصلَّى.

أرواح الأنبياء والرسل مقرها في الملأ الأعلى، وأما أجسادهم عليه السلام، فهي في الأرض، في قبورهم، تتصل أرواحهم بأبدانهم وهم في الأرض، إذا شاء الله سبحانه وتعالى.

قوله: «ومن كثف»؛ أي: غلظ حجابه عن الله سبحانه وتعالى.

هذا فيه رد على الذي يقول: أنا لا أتصور هذا، وهذا ليس بمعقول. هذا مثل الأرمد، الذي أصابه الرمد - وهو مرض في العيون-، لا يستطيع النظر إلى الشمس، هذا مثله، عقله مثل عين الأرمد، لا يستطيع أن يبصر ما جاء عن الله ورسوله.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (2375).