ثم عرج به تلك
الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح لهما، فرأى هنالك
آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرد عليه السلام، ورحب به، وأقر بنبوته، وأراه الله
أرواح السعداء من بنيه عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره.
ثم عرج به إلى
السماء الثانية، فرأى فيها يحيى وعيسى، ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأى فيها
يوسف، ثم إلى الرابعة، فرأى فيها إدريس، ثم إلى الخامسة، فلقي فيها هارون، ثم إلى
السادسة، فلقي فيها موسى، فلما جاوزه، بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن
غلامًا بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ما يدخلها من أُمتي.
*****
قوله: «عرج به»؛
أي رفع، العروج هو الصعود، وعرج به؛ أي: صعد به جبريل عليه السلام.
أي: السعداء من ذرية
آدم عن يمين آدم عليه السلام، والأشقياء عن يساره، والمراد هو عرض الأرواح عليه
صلى الله عليه وسلم.
رأى المسيح عيسى بن
مريم، ويحيى بن زكريا، وهما ابنا الخالة.
الرسول صلى الله
عليه وسلم لما جاوز موسى عليه السلام، بكى موسى.
ندم موسى عليه السلام أن أتباعه أقل من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن أتباعه كثيرون، لكنهم أقل من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فأكثر الأنبياء أتباعًا هو محمد صلى الله عليه وسلم.