×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ثم إلى السابعة، فلقي فيها إبراهيم، ثم رفعت له سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور، ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله، فدنا منه حتى كان ﴿فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ [النجم: 9- 10].

*****

هذا قوله تعالى: ﴿لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ [الإسراء:1]؛ سدرة المنتهى، والبيت المعمور، واللقاء بالأنبياء في السماوات، وأعظم من ذلك سماعه لكلام الرب سبحانه وتعالى، وقربه من الرب.

هذا يدل على علو الله جل وعلا على خلقه.

هذا يقولون: إن فيه نظر؛ لأن الذي ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨ فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ  [النجم: 8- 10] هو جبريل عليه السلام، رآه في الأفق، وأما أن الله سبحانه وتعالى ﴿دَنَا من محمد، ﴿فَتَدَلَّىٰ الله، هذا فيه نظر، لم يثبت.

والمسألة فيها نظر للإمام ابن القيم رحمه الله يقول: إن رؤيته لجبريل عليه السلام، ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى هذه حادثة أخرى في الأبطح، رآه في الأفق المبين.

فمحمد صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام على خلقته الملكية مرتين: مرة وهو في الأرض، ومرة وهو في السماء عند سدرة المنتهى على خلقته التي خلقه الله عليها، وأما ما عدا هاتين الحالتين، فكان جبريل عليه السلام يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة إنسان، ولا يأتيه في الصورة الملكية.

فابن القيم يقول بأن مسألة أن الله ﴿دَنَا فَتَدَلَّى هذه رؤيا في المنام، وأما الرؤيا بالعين هذه كانت لجبريل عليه السلام.


الشرح